- تطور الطائرات
فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). قامت كل من ألمانياوبريطانيا واليابان والولايات المتحدة وكذلك دول أخرى، بإنتاج الآلاف من الطائراتالعسكرية خلال هذه الفترة. ومثلما حدث خلال فترة الحرب العالمية الأولى، قامالمهندسون بإدخال تعديلات جوهرية في تصميم القاذفات والمقاتلات. وكانت القاذفات التي طورت فيأثناء الحرب تقدر على حمل ضعف الحمولة، وتقطع ضعف المسافة دون إعادة التزودبالوقود، مقارنة بقاذفات ما قبل الحرب. وعند بداية الحرب، كانت السرعة القصوىللمقاتلات تصل إلى 480كم/ساعة، وترتفع نحو 9,000م. أما في نهاية الحرب، فقد وصلتسرعة الطائرات إلى أكثر من 640كم/ساعة، وأصبحت تعلو لارتفاعات تزيد على 12,000م.بل وكان من الممكن للمقاتلات النفاثة أن تتجاوز هذه السرعة.
وفي بداية الثلاثينيات منالقرن العشرين قام فرانك ويتل المهندس البريطاني بوضع تصميمات المحرك النفاث. إلا أن الطيران الأول بطائرةمزودة بمحرك نفاث، قامت به الطائرة الألمانية هِيْ-178 عام 1939م. أما أول طائرة نفاثة بريطانية فكانت الطائرة جلوستر إي 28/39، التي أنتجت عام1941م. وتمكنت الطائرة الألمانية ميسرشميث مي ـ 262، وهي أول طائرةنفاثة تستخدم في المعارك الجوية في أثناء الحرب العالمية الثانية، من السيادة علىجميع مقاتلات الحلفاء، بما فيها الطائرة جلوستر متيور ـ أول طائرة قتالبريطانية نفاثة. وكان يمكنها أن تطير بسرعات تزيد على 880كم/ساعة. أما أول طائرةأمريكية نفاثة فكانت الطائرة بيل ب ـ 59 أ عام 1942م
كان العلماء الألمان قد قاموا بإجراء التجارب علىالطائرات الصاروخية منذ عام 1928م. وقاموا ـ في بداية الحرب العالمية الثانية ـبإنتاج النموذج الأول (نموذج اختبار بحجم كامل للطائرة) ميسرشميتم.ي 163. واستطاعت هذهالطائرة المدفوعة صاروخيًا، الطيران بسرعة تزيد على 970كم/ ساعة. استخدم المهندسونالألمان هذه الطائرة نموذجًا للمقاتلة م.ي 163 كوميت التي أدت مهام قتالية فينهاية الحرب.
طائرات الخطوط الجوية بعيدة المدى.
قرب نهاية الحرب العالميةالثانية بدأت الشركات المنتجة في تطوير طائرات النقل عبر المحيط الأطلسي دون توقف،وذلك لاستخدامها على خطوط الطيران التجارية. واستخدمت لذلك الطائرات رباعيةالمحركات التي كانت قد طورت أثناء الحرب. ففي الرحلات طويلةالمدى لخدمة الركاب استخدمت الطائرتان الأمريكيتان دوجلاس دي.سي ـ 4، ولوكهيد كونستليشن. كذلك تم في فترة السلمتطوير مقاتلات فترة الحرب مثل الطائرة البريطانية أفرو يورك التي طُوِّرت أصلا ًعنالطائرة لانكستر لتحمل 45 راكبًا. إلا أنه كان لابد لها أن تتوقف فيطريق عبورها للمحيط لإعادة التزود بالوقود. لقد كان عبور المحيط دون توقف محتاجًاإلى إنتاج محركات ذات قدرات أكبر، وأصبحت المحركات النفاثة في عام 1945م، تمتلكهذه القدرة المطلوبة، إلا أن استهلاكها للوقود كان لايزال مرتفعًا، مما جعلها تحتاجإلى إعادة التزود بالوقود بعد مسافة طيران قصيرة. وبدلاً من انتظار تحسين المحركاتالنفاثة، تم استخدام محركات ترددية (أي مكبسية) أكبر قدرة، مازال بعضهايستخدم حتى الآن في العديد من الطائرات. ومن بين أواخر الطائرات التي دفعت آليًابمحركات مكبسية الطائرة دوجلاس دي.سي ـ 7، والطائرة لوكهيد سوبر كونستليشن، والطائرة بوينج 377 ستراتوكروزر. كانت كل من هذه الطائراتتحمل 100 راكب عبر المحيط دون توقف، من الولايات المتحدة حتى أوروبا بسرعات تزيدعلى 480كم/ ساعة.